حد يفهمنى يا ناس@@@@@@@@@@

أريد أن أفكر بصوت مسموع فيما أراه ولا أفهمه، أخشاه وأخشى حدوثه.. لعل أحداً ينير لى الطريق!

كان استفتاء ١٩ مارس على تعديل ٨ مواد فى دستور ١٩٧١ المعدل عدة مرات، ثم تم تعديل ٦٢ مادة بعد ذلك دون استفتاء!! وسؤالى الذى يحيرنى.. أيهما أولى بالاستفتاء! الثمانى مواد أم الـ٦٢ مادة؟! وفيم كان إهدار الوقت والجهد والمال دون طائل.. إلا من هذه الكارثة الوطنية.. ألا وهى تفسخ وطنى، واستفتاء دينى وضياع فرحة ٢٥يناير فى أحزان ١٩ مارس.. حد يفهمنى.

كتب الفنان حمدى أحمد: صورة.. صورة.. صورة.. الثوار همه المحظورة، والذى لا أفهمه.. لماذا المحظورة أصبحت محظوظة، والثورة التى أعادت إلينا كرامتنا.. وحبنا لوطننا.. أصبحت محظورة! حد يفهمنى يا ناس؟!

يقولون فلول الوطنى وبقايا النظام.. وأمامى النظام كله.. محافظون.. رؤساء مدن.. مجالس محلية.. مجالس شعبية.. مع غياب الأمن الداخلى «لماذا»؟.. حد يفهمنى.

أقرأ فى «المصرى اليوم» ٢٤/٣/٢٠١١: خمس سنوات سجنا للمتهم بمحاولة- لاحظ كلمة بمحاولة- تفجير المعبد اليهودى!!

ثم أستعرض تدمير كنيسة صول، وهدم ٢٢ ضريحاً على أيدى السلفيين، ولا نسمع عن واحد حُوكم أو عُوقب بل أعود بذاكرتى للوراء.. مذبحة الدير البحرى، مذبحة فندق أوروبا، تفجير البرجين، ولا واحد إسرائيلى جرى له شىء! حد يفهمنى!

خروج عبود الزمر وتسليط الأضواء عليه كبطل قومى، بل ترشيح نفسه مستقبلاً رئيساً لجمهورية مصر، وهو قاتل أو مشارك فى قتل رئيس الجمهورية «السادات»! حد يفهمنى!

عودة ثلاثة آلاف من مجاهدى طالبان وأفغانستان والقاعدة إلى مصر فى هذا الوقت الحرج بالذات، ونحن فى أشد الحاجة للأمن والأمان! حد يفهمنى!

ابتعاد الإخوان عن ميدان التحرير فى جمعة الإنقاذ أول أبريل، ثم إعلانهم عن مشاركتهم فى جمعة التطهير ٨ أبريل، بل تحالف الإخوان مع الوطنى ضد ثورة ٢٥ يناير، وضد أحرار مصر الذين صوتوا بـ«لا» لدستور ١٩٧١ المرقع عدة مرات! حد يفهمنى!

رفض عمل دستور جديد على نسق دستور ١٩٥٤ «السنهورى باشا» والإصرار على دستور ١٩٧١ الذى تم تعديله بعد ١٩٥٥ «عبدالناصر»، مرة فى ١٩٧١، ثم مرة فى ١٩٨١ ثم مرتين فى ٢٠١١، وهو دستور سقط تماماً بنجاح ثورة ٢٥ يناير! حد يفهمنى!

التلكؤ فى تقديم رموز الفساد الذين باعوا مصر بأبخس ثمن، وتقديم بعضهم بتهم «لعب أطفال» اسمها غسيل أموال! بل يكفى أن وزيراً مثل يوسف بطرس غالى، ألغى صفقة شراء لحوم من إثيوبيا، واتجه لشرائها من البرازيل، وكانت إثيوبيا فى أمس الحاجة للمال، فكانت النتيجة هذا السد الإثيوبى الرهيب الذى سيحجز عن مصر ١٥ مليار متر مكعب ماء عن حصتها «٥٥ ملياراً» يوم أن كان تعدادها ٨ ملايين نسمة، والآن ٨٠ مليوناً! أريد أن أفهم!.. حد يفهمنى!

أريد أن أفهم: هل من بيدهم مقاليد أمور هذا الشعب المنكوب.. هل هم سياسيون أم مصلحون؟ فالسياسة هى كما عرَّفها هارولدلاسكى Politics is Art of Production أى أن السياسة هى فن الإنتاج.. وواضح أنهم ليسوا سياسيين، ربما هم مصلحون Reformers ولكن المصلح هو من يضحى بنفسه.. بل بحياته من أجل صالح شعبه! وواضح أنهم ليسوا بمصلحين!

من هم إذن؟! خاطب أبوالعلاء المعرى ساسة بنى عصره:

تسوسون الأمور بغير عقل/ فينفذ أمرهم ويقال ساسة فأف من الحياة وأف منى/ ومن زمن سياسته خساسة