خلصونا !!!!!!!!

قبل ٢٥ يناير، كان إصرار «مبارك» على عدم اختيار نائب إلى جواره، يدفع الناس إلى الشعور بأن البلد قد جف تماماً، ولم يعد فيه أحد ينفع لشىء، وفى مرحلة من المراحل لم تكن هذه الفكرة مجرد شعور يترسخ لدى المصريين، ويسبب لهم الألم والإهانة فقط، وإنما كان «مبارك» نفسه يصرح بذلك على الملأ، وكان يقول فى بعض المرات، إنه لا يجد أحداً يصلح لكى يكون نائباً!

اليوم.. نواجه، مع الأسف، موقفاً مماثلاً - مع الفارق طبعاً - وهذا الفارق هو أن ندرة العنصر البشرى لدينا قد انتقلت من مرحلة الإيحاء بعدم وجود أحد ينفع نائباً إلى جوار الرئيس، إلى الإيحاء على مستوى آخر، هو عدم وجود أشخاص يصلحون لوضع دستور عصرى يليق ببلدنا، ويليق بلدنا به!

وإلا.. فما معنى أن نغض البصر عن حتمية صياغة دستور من هذا النوع، الآن، ونؤجل ذلك، إلى ما بعد تشكيل البرلمان المقبل، ليتولى هو اختيار جماعة تضع الدستور الجديد.. وكأننا نتخيل أن برلماناً سوف يقوم على أساس دستور ٧١ المعطل بعماله وفلاحيه، سوف يكون قادراً على إفراز شخصية واحدة على مستوى الخمسين اسماً الذين استعرضتهم من جانبى، واحداً واحداً، فى هذا المكان، صباح أمس، وقلت إنهم أصلح الناس لصياغة دستور حقيقى لبلد فى حجم مصر.. أو كأننا نتصور أن برلماناً سوف يتشكل على أساس بدعة العمال والفلاحين، سوف يكون قادراً على اختيار اسم واحد يمكن أن نثق فيه، فى اتجاه هذه المهمة الجليلة.. مهمة وضع دستور محترم لبلدنا؟!

إذا كان قد فاتك أن تطالع الأسماء الخمسين الذين ذكرتُ أسماءهم، أمس، فسوف أضع أمامك خمسين اسماً أخرى، لعلنا ندرك، فى النهاية، أن بلدنا ليس على هذا المستوى من الجفاف فى الكفاءات، الذى تحاولون تصويره لنا! خذ عندك: عمرو موسى، منى مكرم عبيد، د. يوسف زيدان، د. وسيم السيسى، د. البرادعى، مكرم محمد أحمد، د. يحيى الرخاوى، د. مصطفى كمال طلبة، يوسف القعيد، د. عواطف عبدالرحمن، دينا خياط، سامح مكرم عبيد، محمد سلماوى، د. عبدالقادر حاتم، د. محمد عمارة، فاروق جويدة، فاروق شوشة، د. عاطف العراقى، د. فاروق الباز، صبرى موسى، د. فوزى فهمى، د. عبدالملك عودة، د. صلاح فضل، سعد هجرسى، د. زاهى حواس، د. حسن عباس زكى، د. حسين نصار، د. أحمد عكاشة، د. حمدى السيد، أحمد بهجت (الكاتب)، أحمد بهجت (رجل الأعمال)، د. الطاهر مكى، خيرى شلبى، إبراهيم أصلان، أحمد شفيق، فريد الديب، د. حسن نافعة، بهاء الدين أبوشقة، منير فخرى عبدالنور، محمود أباظة، د. السيد البدوى، د. رفعت السعيد، سامح عاشور، د. أحمد عمر هاشم، جلال الشرقاوى، محمود العربى، جلال الزوربا، سعيد الألفى، د. فرخندة حسن، مفيد فوزى، صلاح عيسى، محمد جنيدى، د. عمرو حمزاوى.

هذه خمسون اسماً أخرى، جاءت على الخاطر تلقائياً عند كتابة هذه السطور، فإذا أضفناها إلى أسماء الأمس، كان عندنا مائة اسم، وإذا افترضنا أن نصفها سوف يكون موضع خلاف - وهذا صعب - فإن عندنا، إذن، خمسين اسماً موضع اتفاق وتوافق وارتياح، وسوف يكون علينا، بالتالى، أن نطلب منهم، أن يضعوا لنا دستوراً، على غرار دستور ٥٤، الذى وضعته لجنة من خمسين اسماً!

لا نريد أن ننشغل، طول الوقت، بمطاردة الماضى، من أجل الانتقام، ولكننا لابد أن ننشغل بالمستقبل، وليس هناك ما هو أكثر تعبيراً عن انشغالنا بمستقبلنا من توجيه كل طاقتنا، منذ الآن، إلى هذا الهدف: هدف صناعة دستور حقيقى لنا.. خلصونا!