على هامش الاستفتاء

انشغل «فيس بوك» خلال اليومين الماضيين بمتابعة تعليق اثنين من نشطائه على الاستفتاء، كان التعليق الأول للمخرج المستقل إسلام أمين بخصوص ما تعرض له البرادعى عندما ذهب للإدلاء بصوته وجاء تعليقه فى كليب قام بتصويره بنفسه تحت عنوان «أنا آسف يا دكتور برادعى» قال فيه:

«باقول للناس البلطجية اللى هاجمت النهارده الدكتور البرادعى.. إنتوا عار على منطقة المقطم، إنتوا عار على مصر كلها، هل هناك شىء يدعو للخجل أكثر من الإعتداء على رجل أعزل لا يمتلك سلاحا سوى كلماته وأفكاره..

أنا متأكد إن البلطجية اللى هجموا على الدكتور البرادعى هم نفس البلطجية اللى هجموا على المسلمين والمسيحيين فى التحرير وفى أحداث الفتنة الطائفية الأخيرة.

لو عايزين تخوفونا.. إحنا مابنخافش.

أسوأ من فى مصر حاليا حاول اليوم أن يعتدى على واحد من أنقى من فيها.

يا دكتور برادعى أنا على استعداد أن أفديك، ولا أقصد شخصك الكريم فقط، بل أفدى أفكارك، أفدى أصحاب الضمير فى هذا البلد، وأفدى ضمير البلد نفسه.

أعتذر لك يا دكتور برادعى وأذكرك بمقولة غاندى: فى البداية سيتجاهلونك ثم يسخرون منك ثم يحاربونك ثم تنتصر».

تواصلت مع إسلام أمين بعد مشاهدة الكليب وسألته (لو كان عايز يضيف حاجة على اللى قاله) فقال: «كنت سأقدم الكليب نفسه أيا كان الشخص الذى تعرض للاعتداء أثناء ممارسة حقه السياسى.. فهى مسألة مبدأ، كنت سأقول الكلام نفسه لو كان الشخص المعتدى عليه عصام العريان أو سليم العوا أو أى سياسى حتى لو مختلف معه.. أنا أدافع عن فكرة»، ثم واصل قائلا: «هذا لا ينفى أننا يجب أن نعطى للبرادعى حقه، فوجود أشخاص من هذه النوعية بيننا دعَّم فكرة أن تكون الثورة سلمية وحمانا من أن نواجه المصير نفسه الذى تواجهه ليبيا حاليا».

التعليق الثانى كان للكاتب الساخر أحمد الصباغ بعنوان «تقرير واحد بلطجى عن الاستفتاء» ولأن التعليق كان طويلا سأكتفى بنشر مقتطفات منه، يقول «الصباغ» على لسان البلطجى:

«ما حدث اليوم فى مصر من ديمقراطية وحرية وكلام فارغ كارثة بكل المقاييس يجب تداركها والتصدى لها بشتى الطرق حتى لا تدعو علينا الأجيال القادمة ويلعننا أبناؤنا فى كل كتاب، وحتى لا يجلس أكثر من ٥٠ ألفاً من رجالنا – كانوا يأكلون الشهد فى مثل هذا اليوم - فى البيت. قال إيه انقسم الشعب إلى قسم بيقول «لا» وقسم «نعم»، الله يرحم أيام الورقة ذات الخانة الواحدة التى كنا نقدمها له، لقد أصبح المواطن من دول «صفيق» مابيختشيش ولا بيخاف إنه يقول رأيه كده عادى وكأنه بنى آدم.

لقد كانت فضيحة بكل المقاييس أن ترى طوابير تمتد لكيلومتر ومواطنين عاديين يقفون فى عز الشمس يصرون على حقهم فى الانتخاب، لأ وإيه.. لما ييجى رجل عجوز مش يقولوا له اتفضل وإحنا نصوتلك.. لأ تلاقى الشباب يصر على إتاحة الفرصة له للتصويت دون مشقة.

لقد انكشف الوجه الحقيقى للشعب الذى يدعى التمسك بالفضيلة ورأينا السيدات يخرجن من ديارهن (لممارسة) الديمقراطية والعياذ بالله وغمس أصابعهن فى الحبر الفوسفورى مع أن أصابعهن عورة، انكشف الشعب اللى عامل متدين حين خرج ليلوث أصابعه بالحبر مع أن النظافة من الإيمان».