لماذا اتهمت مصر الجيش الإسلامي الفلسطيني بتفجير كنيسة الإسكندرية ؟

رغم أن المؤشرات كلها كانت تشير إلى صعوبة تحديد هوية منفذ تفجير كنيسة القديسين في مدينة الإسكندرية ليلة الاحتفال برأس السنة الميلادية، وربما إغلاق القضية من دون تحديد هوية المتهم، بعدما أظهرت آخر تحقيقات النيابة المعلنة أن الشهود لم يروا شيئا ولم يتم العثور على أدلة قوية. فاجأ وزير الداخلية المصري حبيب العادلى الجميع عندما أعلن الأحد 23 يناير 2011 أن تنظيم "الجيش الإسلامي الفلسطيني" بزعامة (ممتاز دغمش) المرتبط بتنظيم القاعدة والذي دخل في صراع مسلح مع حركة حماس في غزة في أغسطس 2009 ، هو من يقف وراء حادثة تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية.
وجاء إعلان وزير الداخلية المصري أمام الرئيس مبارك هدية للرئيس الذي أبدى سعادته، وهنأ الشرطة على سرعة وصولها للجناة، بيد أن لغز الحادث استمر، لأن الوزير (العادلي) أشار إلى ضبط الجناة، في حين لم تعلن الصحف المصرية أي أنباء عن القبض على جناة باستثناء مجموعات سلفية هامشية، حتى أعلن الوزير فجأة اتهامه لجماعة "دغمش" .
وقد أكد الوزير المصري - في خطابه - أن " تنظيم جيش الإسلام الفلسطيني اختفى وراء عناصر تم تجنيدها، وتأكد تورطهم الدنيء في التخطيط والتنفيذ لهذا العمل الخسيس" وقال إن الحكومة لديها دليل على أن هذا التنظيم وراء التفجير، مضيفاً: "وقد تأكد بالدليل القاطع تورطهم الدنيء بالتخطيط والتنفيذ لهذا العمل الإرهابي الخسيس الذي راح ضحيته شهداء على أرض مصر." ووجه كلامه للمتورطين في التفجيرات قائلا" إن لم يكن إجهاض محاولاتكم السابقة رادعا لكم فلن يفلت مجرم من العقاب".
وهناك اتهام مصري سابق لهذا الجيش الإسلامي أيضا بالتورط في حادث تنفيذ عملية المشهد الحسيني التي قتلت فيها السائحة الفرنسية العام الماضي، وأنباء عن أن النائب العام يطالب منذ عام 2009 بتسليم كل من ممتاز دغمش وخالد مصطفى وأحمد محمد صديق الذين أشرفوا على هذه العملية.
كما أن موقع الحزب الوطني الحاكم نشر اليوم الأحد حوارا مع باحث في شؤون القاعدة، أكد فيه أن "حماس مازالت ترفض تسليم ممتاز دغمش أو القبض عليه أو حتى التحقيق معه في غزة.
حيث قال (عبد الرحيم علي) إن "حماس تقيم شراكة حقيقية مع ممتاز دغمش منذ أن أتت إلى السلطة في 2005، وتقوم باستخدامه استخدامات شتى، سواء في قتل المعارضين لها كما حدث مع موسى عرفات، أو في مطاردة رجال فتح أو خطف الصحفيين وطلب فدية كما حدث مع آلان جونستون الصحفي البريطاني الذي ساومت فيه حماس بريطانيا. وأخيرا عملية الوهم المتبدد التي ساعد فيها دغمش في خطف جلعاد شاليط الذي يحتفظ به دغمش حتى الآن كورقة أمان في مواجهة حماس" .
ووقع حادث كنيسة القديسين ليلة الاحتفال برأس السنة الميلادية وأسفر عن مصرع 24 شخصا، فضلا عن إصابة العشرات بإصابات مختلفة، وأثار موجة من الاحتجاجات والمظاهرات القبطية في شوارع القاهرة استمرت أربعة أيام .
ولوحظ أن الرئيس مبارك أرسل رسالتين قصيرتين في نهاية خطبته التي بشره فيها الوزير المصري بتحديد هوية الجناة، كانت الأولى لمن أطلق عليهم " قلة من أبنائنا دعاة الاستقواء بالأجنبي" في إشارة لأقباط مصريين طالبوا بحماية أجنبية بعد تفجير الكنيسة، قال لهم فيها: " إن دعوتكم مرفوضة، وترفضها مصر وأبناء مصر".
ووجه كلمته الثانية لدول أوروبية من دون أن يسميها ووصفها بـ (الدول الصديقة) فقال:" لمن يطالبون في بعض الدول الصديقة بحماية أقباط مصر.. أقول لهم إن زمن الحماية والوصاية قد ذهب إلى غير رجعة، ولن نقبل أي تدخل في أي شأن مصري من أي أحد، مهما كان".