مفهوم الصداقه

داقهالصديق وما أدراك ما الصديق:
الصديق فخر وثقة الصديق حب وحنان الصديق عطف ومودة لكن أعرف الكثير من الناس قد إتخذوا أصدقائهم إخواناً بل أكثر من اخوانهم لو يفهم الناس ما هو الصديق لما حصل نقاشات ومشاكل ومتاهات وتخوف من الصداقة لأن الصداقة عنوان الوفاء والمحبة وكما يقال(الصديق وقت الضيق) لكن منهم من يحسب الصداقة مصلحة مادية أو معنوية أو شهوية أو مصلحة لكي ينتقم شخص من آخر لا وألف لا فالصداقة هي عبارة :
عن امتزاج الروح بالروح ودقات القلب بدقات القلب ونظرات الأعين بنظرات الأعين والإخلاص بالإخلاص لا بالخلاص لو يفهم كل واحد منهم هذا هو طريق الصداقة وعلى رأسها الإيمان بالله لما حصل بينهم أي شيء نعم يوجد من يريد هذه الأشياء لكن يجب أن تبتعد عنه وحتى لو علمت أنه يريد هذا الشيء يجب ان تنهي صداقتك معه بالكلمة الطيبة والحسنى ويمكن بعد ان يستمع إلى كلمتك الطيبة يعمل على تغيير نظرته وطريقه من المصلحه الى الجد والإخلاص لأن الصداقة من الصدق.
مسيرة الصداقة:
هنالك عدة مسيرات للصداقة فمنها من تبدأ بكراهية وتنتهي بحب ومنها من تبدأ بحب وتنتهي بكراهية ومنها ما تستمر حتى الموت ومنها ما تنتهي فور التعارف فكل صديقان تبدأ حياتهما بزيارة بعضهما والخروج مع بعضهم وقضاء الأوقات الحلوة بل اللذيذة مع بعضهم وبالرحلات وبالسهرات وبالصلوات في بيوت الله وبالحفلات وبالأفراح وبالأتراح وبالكثير الكثير هل تعرفون لماذا هذا كله؟
هذا كله لكي يفهم كل صديق ما هو صديقه فيحلل شخصيته عند زيارته له وعند تهنئته أو تعزيته لصديقه فمنهم أصلاً لا يفهم معنى الصداقة :-فيحلل أن صديقه يريد منه أمر ما لكن يكون قصد صديقه خير ومنهم من يفهم صديقه فهماً حسناً فبذلك تشتد قوة الصداقة .
فيجب أن تبحث عن صديقك بقول الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) :الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)صدق رسول الله ليس معنى الحديث أو بمفهومك انه أمر وواجب عليك أن تصاحب شيخ او رجل متمسك بالدين لا ليس كذلك(وإن اردت هذا فنِعم الرأي الحسن ونِعم الصداقة)
لكن تستطيع إن كنت واثقاً من نفسك أن تصاحب من تشاء وبإستطاعتك أن تغيره نحو الافضل لأنه يتغير بتغييرك له لأنك تصبح قد ملكت قلبه وتريد الصواب له لا الخطأ فيحبك أكثر مما أنت تتوقع ويصبح على دينك (دينك:أي طبعك وطباعك وأخلاقك وتصرفاتك لانها هي تبين دينك الذي عاهدت رسولك عليه) .
فيجب أن تعرف من تخالل لكي لا تندم ولا تشعر بالندم على الصديق بل تشعر بالفخر مع هذا الصديق واحذر ان تستغل حبه لك وأن يصيبك الكبر بل إبقى متواضعاً معه.
صفات الصديق وحقوقه:
صفاته:أن يكون عاقلاً , حسن الخُلق , غير فاسق ولا مبتدع, غير حريص على الدنيا (أي غير متخوفاً عليها وعلى حبها ).
أما حقوق الصداقة والصحبة:
*الحق في المال:الصديق له حق في مالك بالسراء والضراء وإياك البخل أو الإستغلال.
*الإعانة بالنفس:يجب أن يسارع كل إنسان لنجدة أخيه حباً له ورحمةً به وإستجابة لأمر الله .
*حق اللسان بالسكوت مرة وبالنطق أخرى:-
السكوت:- هو أن يسكت عن ذكر عيوبه في غيبته وحضرته ويسكت عن أسراره ولا يكشف شيء منها مهما حصل .
*العفو عن الهفوات والزلات:
يجب أن نعفوا عن هفوات وزلات الصديق ويجب ان ننصحه عندما يخطأ وبذلك تكون أكبر سبب لإصلاحه وتغييره للأحسن لأنه لا يوجد إنسان على وجه الأرض لا يخطأ وكما فهمنا عن حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم): كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.صدق رسولنا الحبيب
فيجب أن ننتبه لألفاظنا حتى لا يجرح أو يحرج أحدُنا الآخر.
*الدعاء للصديق في حياته ومماته: فيجب على كل إنسان مخلص أن يدعوا لصديقه لأنه كما قال الرسول (صلى الله عليه وسلم):إذا دعا الرجل لأخيه في ظهر الغيب قال الملك:وله مثل ذلك.صدق رسولنا(صلى الله عليه وسلم)
*الوفاء والإخلاص:وكلنا نعرف كيف الوفاء والاخلاص للصديق حيث أن الوفاء :هو الثبات على الحب وإدامته للصديق حتى الموت وبعد الموت مع أولاده وأهله وأصدقائه.
والإخلاص:أن يخلص كلا الصديقين بأعمالهما لأنهم سيقطفون مع الزمن ثمار الإخلاص.
تدخلات وجروح وغيره:
اللحظة الحاسمة هي التدخلات التي تحصل بالصداقة :-
فما إن زار الصديق صديقه ورءاهم من يكره أحدهم أو يغار منهم يبدأ بالمكر والفساد وبث السُم القاتل بينهم حتى ينهي هذه الصداقة أما إذا كان الصديقان واثقان من بعضهما ولا يهمهم رأي أي انسان لا يطمئنوا له فبإستطاعتهم أن ينهوا هذا الفساد ويستأصلوه من جذوره وإن كانوا غير واثقين من بعضهما أو أن الثقة منعدمة عند أحدهما فبسهولة سيتفرقون تفرق الجبال عن بعضها وذرات الرمل مع رياحها .
وهناك تدخلات من الأهل فمن الأهل من يكون يفهم مصلحة إبنه وينصحه إلى طريق الخير والصواب فنِِعم الأهل ونِعم الإبن.
لكن هناك من الأهل أصلاً ولعدم المؤاخذة لا يفهم بأصول الصداقة لأنهم أصلاً لم يكونوا أصدقاء وإن كونوا أصدقاء يكون هنالك كراهية وغيره وحقد بينهم لذلك يخافوا على إبنهم أن يوقع بالمتاعب فهذا الخوف يعمي بصيرتهم بنصائحهم الخاطئه فيدمرون أبنائهم فالإبن اصلاً يوافق على كل كلمة يقولُها له الأهل لأنه تعود على خطئهم منذ أن بدأوا بتربيته لكن هناك من الأهل كما قلت سابقاً يوجهون وينصحون ابنائهم الى الصواب والتمسك والمحافظة على الصديق ومنهم وللأسف يرمون بأبنائهم نحو الهاوية وهم لا يعلمون .
لكن هناك من الأبناء وسبحان الله يكتسبون المعرفة من اهلهم فيخرجون للدنيا عندهم علم أكثر من والديهم حتى اذا قال لهم الأهل صديقك فلان كذا..وفلان كذا... وهم يعلمون كل العلم ان اهلهم مخطئين فيقولون لأهلهم نعم حاضر يا والداي.
لكنهم يتصرفون بتصرفهم ولا يزعلوا او يجرحوا او يحرجوا اصدقائهم وانفسهم فبفهمهم هذا تقوى جذور صداقتهم لكن هنالك من الأصدقاء لا يفهم أو بعبارة أخرى لا يعرف أن يعبر عن رأيه بشكل صحيح فيجرح صديقه بمجرد كلمات تافهه وهو لا يعلم بسبب قلة معرفته بأصول الصداقة والأخوة بالله فمن الأصدقاء كالجبل يتحملون جروح اصدقائهم ويتحملون ويتحملون حتى ينفجروا كالبركان الثائر لكي يريحوا ضميرهم من التفكير بهذا الصديق الجاهل الذي لا يفهم اي نصيحه لأن الحكمة تقول (العقل يضجر عند مجالسة أو مجاورة الجاهل) ومن الأصدقاء من يضع في قلبه ولا يخرج شيء حتى لا يجرح صديقه الاخر وبسبب هذا التحمل يمكن ان يكره صديقه ولا يظهر له لكن يكرهه في حال عدم اتجاهه الى الصواب عن طريق النصائح وتزال كراهيته لصديقه بأن يتجه نحو الخير وما يرضي الله كما يريد صديقه منه .
أما الغيرة:فمن حق كل صديق أن يغار على صديقه لكن بالحسنى فمنهم من يغار على صديقه لأنه يحبه فيعلم الطرف الآخر ويفرح فرحاً كبيراً ويزيد حبه لصديقه ومنهم لا يفهم لما يتصرف صديقي كذلك وهو يكون يغار عليه فيجرحه لا قدر الله فيجب أن نفهم أصدقائنا وإتجاهاتنا نحوهم ونحو مشاعرهم وقلوبهم الدافئة التي يملئها الإيمان والحب والطمأنينه.
وأقدم لكم قصة مختصرة بسيطة :-
كان هنالك إبن لوالدين كان عندما يخرج من البيت يحدث المشاكل مع الناس ويرى أنه على صواب حيث كان يأتي الناس يشكون أمره لوالديه فجاء والده العاقل الفاهم لأمور الصداقة وقال له: يا بني عندما تخرج من البيت وتشعر أنك ستحدث المشاكل تعال فوراً فهنالك مطرقة ومسامير بالحديقة وعدد من الألواح إذهب وابدأ بطرق المسامير بالألواح حتى تنهي عدد المسامير فأعطيك كل يومٍ غيرها فبدأ يخرج ليلعب وعندما يشعر انه سيحدث المشاكل يبدأ بطرق المسامير فبدأ بذلك يوم بعد يوم حتى أصبحت مشاكله شبه معدومه فذهب لأبيه وقال:يا أبي مشاكلي أصبحت قليله فقال الأب الآن لا تبدأ بطرقها بل إبدأ بخلعها حتى تنتهي مشاكلك بشكل تام فما إن انتهى من خلعها يوم بعد يوم حتى أصبح إبنا صالحاً محبوباً فجاء الأب وقال يا بني ماذا تركت المسامير بالألواح قال ثقوباً فقال الأب:يا بني هذا ما كنت تتركه في قلوب الناس وأنت لا تعلم كنت تُترك جروحاً عديدة فتعلم الإبن معنى الصداقة وأصولها وعدم جرح الناس مجدداً وعدم إحداث المشاكل معهم .
هذا كله بسبب عقل الوالد الكبير فالدور الكبير للصداقة يعود للعائلة المتفهمة لأصول المحبة والصداقة والوفاء والإخلاص مبعدةً تفكيرها عن الظن الخائب الذي يعود بإتهام الناس بشكل خاطىء لأن (بعدالظن إثم) وإياك أن تظن بصديقك ظن سوء وأنت تعلم أنه مخلص.
النهاية بنظري:-
يجب أن تنتهي الصداقة بإخلاص ووفاء وحب وإخاء وفهم كل صديق للآخر لانه ما إن شاهدت فيلماً أو مسلسلاً أو سمعت أغنيةً أو أنشودةً فيها حب وصداقة فوراً تذكرت صديقك وخليلك وحبيبك وأيامك الجميلة معه حتى قبل النوم يراودك التفكير عنه وما يحصل به فهذا يسمى العقل الباطن الذي بداخله تحفظ صديقك وبقلبك تقفل عليه حيث ما أصعب أن يكون الحب من طرف واحد والطرف الآخر لا يشعر به لذلك يجب أن تخلق وتوجد الشعور المتواصل بينك وبينه وتصبح تفهمه قبل أن يتكلم وتشعر به حتى لو كلمك من هاتفه دون أن تراه وعندما تنظر بعينيه تفهم ما تريد والله أعرف صديقين وأصدقاء يفهمون بعض عن طريق هذا الشيء والسبب في ذلك الإخلاص والوفاء والإيمان بالله تعالى لكن هنالك أصدقاء لا يفكرون بأصدقائهم في حال البعاد او حتى قبل النوم أو عندما يبدأ عقلهم الباطنى بالتفكير هل تعرفون لماذا ؟؟؟؟؟
بسبب الحب من طرف واحد أو الحب من كلا الطرفين لكن أقل عند أحد الطرفين بسبب مسبب لا يستطيع الطرف الآخر الإفصاح عنه لكن بإستطاعة الصديق المخلص أن يفهمه ويكشفه ويصلحه ويطمئنه أو بسبب إنعدام الإخلاص الخالص للصديق أو قلة الوفاء والذي يقوي الصداقة التقوى والمساجد والصلاة والقران لأنه بهذه الأشياء يرتاح قلبك وإن قلت لا فأنت تكذب على نفسك ولو قلت لا جرب إحداهما وستعرف طعم الراحة النفسية التي هي بالدرجة الأولى والأخيرة تحفظ الصداقة لأنها عبارة عن مفهوم الحياة فيجب عليك دائما أن تنصح صديقك بهذه الأشياء فعندما تنصحه يعرف في قلبه ويمكن لا يظهر لك أنه أصبح يحبك ويثق بك أكثر وأصبح يعلم أن مصلحتك هي مصلحته فإذا لم يعمل بأي منها فيجب أن يحاول رويداً ًرويدا حتى يصل الى أي جزء منها ويبدأ حياة جديدة مع صديق قديم وجديد لأنه من السهل أن تترك مئة(100)صديق لكن من الصعب أن تكون وتعمل صديق آخر من جديد .
حيث قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه(ثلاثة يصفين لك ود اخيك:أن تسلم عليه حين تلقاه أولاً ,وتوسع له بالمجلس,وتناديه بأحب الأسماء اليه).
هذا يا إخواني معنى الصداقة ولا يجب أن نقاطع صديقنا أو أي إنسان عندما يتحدث بل يجب أن نستمع إليه ولكل آرائه حتى يتنهي بنا المطاف نحو:-
(صديقي عنوان حياتي وسيبقى بقلبي حتى نهاية مطافي والإخلاص والحب بقلبه وقلبي)

إن كنت صديقي لا تظن بي ظن السوء
فأنت تعرفني كامل الإخلاص والهدوء
وإن قالوا لك عني شيئاً يخصني
فيجب أن تجيبُهم قبل أن تأتي وتسألني

بجد موضوع جميل يا كنزي
شكرااااااااا علي موضوعك